الياس متي منصور
غبطة ابينا البطريرك مار لويس ساكو، سعادة مار جرجيس القس موسى، سعادة مار بشار وردة، سعادة مار أميل نونو، الاباء الكهنة الأفاضل، الاساتذة الاجلاء، الحضور الكريم
ذكرى الصديق تدوم الى الابد.
يشرفني ان اقفَ إكراماً وإجلالاً لروح الفقيد الراحل الاب الوقور البير ابونا، للتحدثِ عن مناقبهْ بأسم مركز يونان هوزايا للبحوث والدراسات المستقبلية.
نعم اقفُ اليومَ إكراماً وإجلالاً لروح الاب المجتهد والغيور على رسالته، رسالة المحبة والتسامح، رسالة العطاءِ والرحمةِ والبشرى السارة لبني البشر، نعم اقف إجلالاً وإكراماً للقامة التربوية، للمعلم الذي أعطى لطلبتهِ ولعقودٍ من الزمن المعرفةَ والعلم الرصينين وخاصةً تعلم اللغة الآرامية وآدابها،
سيداتي سادتي الكرام،
لقد امتلك العلامة البير ابونا ناصيةَ ثلاثِ لغاتٍ وهي اللغة الام السريانية سليلة الآرامية ، والعربية، والفرنسية، فمكنتهُ من الحصولِ على الكثير من المعارفِ من مصادرها الاصلية. لقد جال الفقيدُ في المكتباتِ والمتاحفِ والأديرة ، للاطلاع على المخطوطات والكتب وترجمتها ، وكان المؤرخُ القدير يبحث عن الحقائقِ كالقاضي محايداً نزيهاً في نقلِ المعلومة يحلل الوثائق والشهادات ، ولايأخذ بكلِ رواية ، او نصٍ يطلع عليه ، بل نجدهُ يناقضُ الكثيرَ منها من خلال البحث الدقيق والرصين، وكان للفقيد موهبةٌ فطريةٌ واستعدادٌ نفسي في استدعاءِ الماضي واستنطاقهِ من خلال رؤيتهِ وبصيرتهِ النافذتين يتمتعُ بخيالٍ واسعٍ ولكن منضبطٌ بقواعدِ المنهجِ العلمي، فمكنهُ ذلك الخيالُ الواسع من ان يقتربَ من الماضي البعيد والقريب بشخوصهِ وأحداثه ِِِِِويتعاملُ معهُ وكأنهُ حيٌ يتحسَسُهُ ويستدعي صورَهُ ل ينقُلَها للمتلقي بكل أمانة وصدق، وحقق ذلك من خلالِ مؤلفاتهِ وتراجمهِ فأنتج يراعُهُ اكثر من مائةٍ وخمسينَ كتاباً.
وكان العطاءُ الثريُ ديدنهُ، ولم يتوقف تدفقُ ذلك العطاءِ الثر حتى الرمقِ الاخيرِ من حياته.
وسوف تبقى بصماته واضحة جلية من خلال نتاجاته والى الابد
وجدير بالذكر لقد دأب مركز يونان هوزايا على تكريم المبدعين في شتى صنوف العلم والمعرفة وممن قدموا خدمات جليلة لابناء شعبنا وبناءً على ذلك في عام ٢٠١٨ تمَّ تكريم الفقيد العلامة البير ابونا، والبروفيسور الراحل يوسف قوزي ، والعلامة بنيامين حداد، والملفان يوأرش هيدو، بوسام المركز مع هديةٍ نقدية، اضافة لتكريمِ ستة باحثين اخرين.
احبتي الكرام،
تعرفت على الفقيد وعن قرب منذ بداية سبعينيات القرن الماضي وحسب معرفتي انه كان يذهب في الأحيان الى بعقوبة ، والحلة، والعمارة ، لتقديم الخدمات الكنسية للمؤمنين وايضاً كان يقدس في كثير من الأحيان في كنيسة العائلة المقدس والمعروفة بكنيسة البطرك لمساعدة الاب يوسب شليطا اضافة للكنائس الكثيرة التي التي خدم فيها
وشكراً لاستماعكم.