قصّاصون عراقيون سريان في مسيرة القصّة العراقية (ج2)

للسريان صولتهم المميزة في ميدان القصة العراقية القصيرة جداً، فيكفيهم فخراً أن أول من كتب القصة القصيرة جداً في العراق والوطن العربي ومن أطلق المصطلح عالمياً هو قصاص سرياني اسمه نوئيل رسام حيث نشر قصة قصيرة جداً في جريدة (البلاد) عام 1930 كما أسلفنا من قبل.
كما عرفنا أن القاص الخمسيني يوسف يعقوب حداد كتب هذا الجنس الأدبي وما وصلنا منه هو نص واحد حسب. ولم تشهد حقبة الستينات ولادة أي قاص سرياني كتب هذا اللون من الإبداع، أما حقبة السبعينات فقد شهدت ولادة القاص هيثم بهنام بردى الذي أوفى جلّ اهتمامه بهذا الجنس الأدبي وأصدر فيه كتلاً ثبت على صدور أغلفتها المصطلح وهي : (حب مع وقف التنفيذ- إصدار عام 1989)، و(الليلة الثانية بعد الألف- إصدار عام 1996)، و (عزلة أنكيدو- إصدار عام 2000)، و (التماهي- إصدار عام 2008). ثم جمعها في كتاب واحد صدر عن دار رند للطباعة والنشر في دمشق عام 2011 بعنوان (المجموعات القصصية).
وهناك في المشهد القصصي العراقي الثمانيني القاص سعيد شامايا الذي أصدر مجموعتين قصصيتين هما: (هدية مقاتل ـ إصدار عام 2000) و (الأوراق الميتة ـ إصدار عام 2001) تحتوي كلتيهما على قصص قصيرة جداً، ففي الأولى تسع قصص قصيرة جداً، وفي الثانية خمس قصص قصيرة جداً.
إما القاص الشاب صباح الكاتب فقد اختار القصة القصيرة جداً لتكون الميدان الذي يصول به عبر عمره القصصي الذي لا يربو على عقد ونّيف من الزمان. أصدر في ذلك مجموعته البكر (فضاءات الصمت ـ عام 2000)، يواكبه في ذلك القاص يونادام بنيامين عبر باقة من القصص القصيرة جداً ولكنه لم يجمعها في مجموعته قصصية، وكذلك القاص يوسف يلدا الذي نشر بعضاً من قصصه القصيرة جداً في الصحف والمجلات العراقية والتي تصدر في الخارج، والقاص بولس آدم الذي طرح اسمه كقصاص محنك ذو تجربة متقدمة رغم نشره لقصصه خلال العقد الأول من الألفية الثالثة، يشاطره في ذلك القاص الشاب جوزيف حنا يشوع الذي ينسج نصه بروح تشير إليه لوحده، وهناك أسماء يمكن أن تجد نفسها لو واكبت وتواصلت مثل: عامر رمزي، إبراهيم كولان، جاكلين قوسن، وتارا جونسون... الخ.