في مستهل الثمانينات في القرن الماضي، انحدر من سفوح جبال بلاد النهرين العليا الى العاصة بغداد، شاب في عز ربيعه، قامة ممشوقة غضة وحين عرفته احسست ان هذا العود الطري الاخضر سيشتعل شعرا. وهكذا كان.
نعم كان يونان هوزايا شاعرا مبدعا مجددا دافئ العبارة شفافا كان شاعرا في كل ما كتبه كان شاعرا في قصائده وفي قصصه وخواطره شاعرا حتى في مواضيعه النقدية الادبية.
انحدر هوزايا الى المدينة بغداد رغم ضجها وضجيجها واجوائها المغلقة ظل هوزايا حاملا بين اضلاعه قلب ذلك القروي ابن الارض النقي نقاء طين حقول القمح. جاء هوزايا الى المدينة حاملا عالما كريه بالقرية بما فيها بهمومهم واهتماماتهم بافراحهم واتراحهم بعرقهم ودموعهم ووبدمائهم ايضا. جاءنا هوزايا الى بغداد حاملا على كتفيه ريفه الجميل حاملا الكرمة الجدول الزهرة والسنبل السهل والجبل الطبيعة بنقائها البكر وجمالها الاخاذ العصي عن الوصف. قدم مكلل الهامة بالثلج الابيض الناصع الذي يكلل قمم جبالنا المباركة الشماء . قدم المدينة وفي اعماقه انسان الريف البسيط ابن القرية الذي رضع نسغ الارض وشم عبقها وتحت ايهابه كان يكمن فلاح اصيل لست انا من يقول ذلك بل لنسمع هوزايا ذاته يقول هوزايا بلسان بطل قصته (تبني عتيقي) ܬܒ݂ܢܹ̈ܐ ܥܬܝܼܩܹ̈ܐ
ܐܲܟܵܪܵܐ ܗܘܸܢ ܗܘܵܐ.. ܘܗܵܕ݂ܹܐ ܡܠܝܼܬ݂ܵܐ ܝܠܵܗ ܣܘܿܟܵܠܹ̈ܐ... ܚܘܒܵܐ ܕܐܲܪܥܵܐ... ܡܩܲܕܲܫܬܵܐ ܕܥܲܦܪܵܐ ܘܦܹܐܪܹ̈ܐ... ܘܡܵܚܘܿܙܵܐ ܗܘܸܢ ܗܘܵܐ ܕܫܘܼܦܪܵܐ...
ܐܲܪܥܵܐ ܘܐܲܟܵܪܵܐ.. ܝܸܡܵܐ ܘܝܲܠܕܹ̈ܐ..
اكارا ون مليا من حوبا دارعا .. مقدشن اوبرا وبيري ارعا واكاري اخ يما ويلاح ماحورا ون دشوبرا.
وبطل قصته هذه نراه يصف حبيبته سهرا بعبارة قصيرة تتغنى بالكثير من ما يسطر في هذا المجال فيقول:
..ܓܸܒ݂ܝܵܐܠܝܼ (ܣܲܗܪܵܐ) ܕܗܵܘܝܵܐ ܗܘ ܫܸܬܠܵܐ ܕܙܲܝܬ݂ܵܐ ܕܛܵܪܸܚ ܓܵܘ ܐܝܼܬܘܼܬܝܼ.. ܒܗܵܝ ܐܲܟܵܪܵܐ ܗܘܸܢ ܫܲܦܝܵܐ ܐܝܟ݂ ܦܘܚܹ̈ܐ ܕܩܕܡܝܵܬ݂ܵܐ ..
كوبيالي سهر دهاويا شتلا ..
اخ بوخا دقاماياثا.
ولنسمع هذا الحوار الرقيق بين شاب وحبيبته في قصته ( ܚܠܡܐ ܗܘܵܐ) خلما وا كان حلما :
تقول الحبيبة :
ܠܡܐ ܗܘܸܬ ܫܬܝܼܩܵܐ ܡܘܚܸܒܝܼ!... ܐ݇ܡܘܼܪ ܚܲܕ݇ ܡܸܢܕܝܼ.. ܬܵܢܝܼ ܠܝܼ.. ܬܵܢܝܵܬܘܿܟ݂.. ܚܲܒ݂ܛܝܼ ܒܕܸܡܝܼ ܐܲܝܟ݂ ܙܲܗܪܝܼܪܹ̈ܐ ܕܣܲܗܪܵܐ ܒܠܸܒܵܐ ܕܚܸܫܟܵܐ..
لمايوت شتيقا موخبي مور خا مندي .. تانيلي.
فيرد عل حبيبته ويقول:
ܫܲܡܝܼܪܵܡ... ܒܥܘܡܩܵܐ ܕܥܲܝܢܹܟ݂ܝ ܒܸܚܙܵܝܵܐ ܗܘܸܢ ܚܲܩܠܵܐ ܝܲܪܪ̈ܩܬܵܐ ܪܘܝܼܚܬܵܐ.. ܐܲܝܟ݂ ܓܸܢܵܢܹ̈ܐ ܕܡܵܬ݂ܝܼ.. ܘܡܢ ܣܸܦܘܵܬܹܟ݂ܝ ܫܵܩܠܸܢ ܛܲܥܡܵܐ ܕܟܲܪ̈ܡܵܢܹܐ ܐܘܿ ܫܲܦܝܼܪܬܝܼ..
شميرام حبيوت.. .. يا شبيرتي.
في مواضع اخرى عديدة من اعماله الادبية يفصح هوزايا عن هويته الريفية القروية نعم كان مسكونا بروحية الفلاح الاصيل الحقل والاكار سكة الفدان وتنور الطين كف الحاصود ومقبض المنجل ينابيع المياه واعشاش الطيورالسهل والجبل الثلج والمطر السواقي والاشجار الاوشال المنبثقة من قلب الصخر الريف القرية وانسانها البسيط النقي السريرة شفافها الطبيعة الام بكل انواعها.
في مثل هذه الاجواء وهذه البيئة الساحرة حيث عناصر التكوين لما تزل في بكوريتها وعذريتها في طفولتها وفي نقائها وصفائها في رقتها وشفافيتها هناك تحوم روح يونان هوزايا رغم تغربه وغرقه في المدينة وصخبها في زحمتها وضجيجها ومن هناك كان يرضع يراعه المداد ويبدع. الاحضان الدافئة تلك احضان الطبيعة الام الاولى رسمت لهوزايا مساره ونهجه في الكتابة من رحم الارض الطيبة المعطاء. طلعت ثماره الادبية اليانعة فكان في كل ما انتجه مزيجا من الرومانسية الشرقية الدافئة والواقعية الحية المتحركة وليس الواقعية الفوتوغرافية الجامدة الباردة وانما الواقعية اللامحدودة الواقعية بلا ضفاف كما يصطلح عليها اليوم في الاوساط الادبية.
ويونان هوزايا لم يكن في قصائده وقصصه بعيدا عن الحداثة بل كان حداثويا بامتياز ولكنه لم يكن متطرفا باستخدام المجازية المفرطة في لغته كما يفعل البعض من اجل خلق صور غرائبية فنظازية اشبه ما تكون بالهلوسات المفرطة في الذاتية تلفها العتمة والغموض وتظل دائما بحاجة الى شفرات لترجمتها وفهم الغازها هذا اذا ماكان فيها ما يمكن ان يفهم او ما يستحق ان يفهم.
لنقرأ ليونان هوزايا في كتابه طلانياثا:
في كتابه طلانيثا ص75 الذي يتعرض فيه الى مجموعة من القصائد السريانية الحديثة يقول:
ܡܢ ܦܠܵܛܹ̈ܐ ܕܦܠܚ ܘܡܛܹܐ ܥܠܲܝܗ ܡܚܘܿܪܵܐ ܓܘܵܢܐܝܼܬ ܝܠܝܗܝ: ܒܪܵܝܬܵܐ ܕܪܸܓ݂ܫܵܢܵܝܘܼܬ݂ܵܐ ܬܵܐ ܨܘܼܪܬܵܐ ܡܲܚܪܲܝܬܵܐ.. ܘܡܪܡܬܐ ܫܘܝܵܐ ܕܫܘܼܦܪܵܐ.. ܘܐܲܝܟ݂ ܐܵܡܸܪ ܚܕ ܡܬܕܝܼܠܵܢܵܐ:" ܡܫܘܚܬܐ ܝܠܗ ܚܕܐ ܫܫܠܬܐ ܕܦܬܓ݂ܵܡܹܐ ܐܬܝܼ ܒܬܪ ܚܕܵܕܹܐ ܐܝܟ݂ ܙܘܠܵܐ.. ܘܟܠܚܕ ܦܬܓ݂ܡܐ ܝܠܗ ܢܘܪܐ ܕܥܛܦ ܐ݇ܪܙܐ ܓܘ ܡܫܘܚܬܐ. ܘܡܚܙܐ ܛܘܪܐ ܕܨܚܚܐ ܘܓܡܪܬܐ ܕܡܠܘܹ̈ܐ". ܡܚܘܪܹ̈ܐ ܕܵܪ̈ܵܝܹܐ ܐܕܝܘܡ ܦܠܚܝܼ.. ܛܠܝܩܹ̈ܐ ܓܘ ܟܝܵܢܐ .ܘܓܘ ܩܠܐ ܘܚܒ݂ܝܼܨܘܼܬܐ ܘܓܵܘܢܹ̈ܐ.. ܓܘ ܬܥܝܼܫܘܼܬܵܐ ܘܩܛܪܹ̈ܐ ܘܩܢܛܐ ܥܡܐ ܥܡ ܚܘܡܠܢܐ ܘܦܨܚܘܬܐ ܘܒܘܣܡܹ̈ܐ..
وفي تقييمه لقصيدة ܪܗܝܼܒ݂ܘܼܬ݂ܵܐ رهيووثا للشاعر سرهد هوزايا في كتاب ܛܠܵܢܝܼܬܵܐ طلانيثا المذكور فيقول هوزايا:
ܟܘܼܬܵܫܵܐ ܕܡܚܘܿܪܵܐ ܥܡ ܝܵܬ݂ܹܗ.. ܐܵܪܵܐ ܡܨܝܼ ܕܡܥܹ̈ܐ ܫܲܦܝܹ̈ܐ ܘܫܚܝܼܢܹ̈ܐ ܕܡܪܟܚܝܼ ܒܙܩܹ̈ܐ ܘܓܘܠܠܹ̈ܐ.. ܡܪܟܚܝܼ ܠܒܐ ܕܩܫܝܘܼܬ݂ܵܐ.. ܘܡܪܦܝܼ ܐܝܼܕ̈ܬܵܐ ܕܒܝܼܫܘܬܐ.. ܘܦܝܫܝܼ ܟܟܹ̈ܐ ܘܙܝܢܹܗ ܕܪܗܝܼܒ݂ܘܬܐ' ܐܝܟ݂ ܟܠܝܗܝ ܥܡܘܪܹ̈ܐ ܕܣܩܠܐ ܘܫܘܦܪܐ.. ܘܠܐ ܕܩܛܵܠܵܐ.!!
ܐܵܪܐ ܡܨܝܼ ܢܘܛܦܵܬܵܐ ܡܢ ܕܡܐ ܕܣܗܕܹ̈ܐ ܕܡܕܥܟ݂ܝܼ ܢܘܪܐ ܕܢܦܩ ܡܢ ܟܠܚܕ ܡܢ ܪܗܝܼܒ݂ܐ؟ ܘܡܛܡܝܼ ܒܝܼܫܬܐ ܥܡܝܼܪܬܐ ܓܘܝܗܝ.. ܘܠܐ ܩܛܸܠ!!
كان هوزايا في كل ثماره الادبية مجددا يسعى دائما الى ان يقول شيئا جديدا يسعى الى ان يرسم صوره الشعرية في قصائده وفي قصصه بريشته هو لم يكن نساخا ولا مقلدا.
كان يدرك جيدا ان الخلق والابداع في الادب في الشعر وفي القصة وفي غيرهما يتطلب لغة جديدة ومفردات بكر في دلالاتها وان الاديب الحق في تعامله مع المفردات اللغوية يعرف جيدا انها مع الزمن قد هرمت وشاخت وابتذلت واستهلكت وفقدت بكورية دلالاتها وتلاشى عنصر الانبهار فيها وان عليه ان يعمد في هذه المفردات الشائخة الهرمة ويقتحم بجراة افاقها ويقتنص من خلال تشظياتها دلالات بكر جديدة.
يقدم لنا هوزايا عميق مشاعره واحاسيسه ببساطة متناهية يرسم لنا لوحات فنية حية دافئة الالوان لينة الخطوط تجتذب الافئدة وتسكنها من خلال نص مكثف قوي الحبكة يصور جمالية مفردات التكوين الوانها وخطوطها اوتار خضراء منزوعة من نياط قلبه ومن جدائل امه العظمى الارض ويعزف السمفونية الازلية للحياة ويقدم هوزايا معاناته وهمومه من خلال حواره مع كل عناصر التكوين في بيئته الريفية النقية يحاور السهل والجبل يحاور سنابل القمح الذهبية وعساليج الكرمة الخضراء الزمردية يحاور الزهيرات البرية و القبرات الصغيرا يحاور الاكار والراعي الكرامين الجنائيين التلال والوديان يحاور العيون والينابيع والانهار .لنقرأ ليونان هوزايا وهو يخاطب نهر الخابور فيقول :
ܚܒ݂ܘܪܐ ܗܘܸܬ
خابور انت
بهذه العبارة البسيطة يستهل هوزايا حواره مع الخابور والذي ينتج لنا بها افاقا رحبة شاسعة للتامل ونحس به ان من خلال هذا النهر الصغير يحاور التاريخ ويحاور الجغرافية يحاور الماضي ويحاور الحاضر يحاور ابناء جلدته القريويين البسطاء الذين يشكل الخابور شريان حياتهم
ܚܒ݂ܘܿܪܐ ܗܘܸܬ
ܪܸܫ ܚܵܒ݂ܘܿܪܵܐ ܒܒܵܪܟܸܢ .. ܡܨܵܠܸܢ
ܪܸܫ ܚܵܒ݂ܘܿܪܵܐ ܒܐܲܡܪܵܢ .. ܒܓܵܠܸܢ:
ܐܲܝܟܵܐ ܝܠܵܗ ܩܸܢܝܼ .. ܘܚܲܒ݂ܪ̈ܵܢܝܼ
ܐܲܝܟܵܐ ܝܠܲܝܗܝ ܣܩܝܼܠܹ̈ܐ ܕܘܟ݂ܪ̈ܵܢܝܼ؟
ܪܒ݂ܹܐܠܲܢ ܙܥܘܿܪܹ̈ܐ ܥܲܡ ܝܵܘܡܵܬ݂ܵܐ
...
ܚܵܒܘܿܪܵܐ ܗܘܸܬ
ܐܸܢ ܪܫܸܡܠܘܿܟ݂ ܓܸܚܟܵܐ ܠܣܸܦܘܵܬ݂ܵܐ
ܐܸܢ ܙܪܸܥܠܘܿܟ݂ ܙܲܝܬܵܐ ܒܐܘܼܪ̈ܚܵܬ݂ܵܐ
ܒܢܵܦܩܝܼ ܡܸܢܘܟ݂ ܢܲܗܪ̈ܵܘܵܬ݂ܵܐ
ܒܓܲܕܠܝܼ ܣܩܝܼܠܵܐ..
ܘܒܫܵܪܝܼ ܢܚܵܬ݂ܵܐ
ارايتم الى هذه الصور الساحرة هذه الكلمات الدافئة هذه الانسابية في العبارات البسيطة وهذا السيل الدفاق من المشاعر الرقيقة انه السهل الممتنع حقا .
ونقرا له من مقطوعة شعرية قصيرة تحت عنوان ܚܨܪܐ حصارا الحصار فيقول:
ܐܸܢ ܦܸܝܫܝܼ ܚܢܝܼܩܹ̈ܐ
ܫܸܢܹܐ ܘܥܕܵܢܵܬ݂ܵܐ
ܘܢܘܼܟ݂ܪ̈ܵܝܹܐ ܝܼܬܝܼܒ݂ܹܐ
ܪܸܫ ܠܸܒܲܢ ܒܡܵܬܘܵܬ݂ܵܐ
ܘܐܸܢ ܐܲܪܥܵܐ ܝܵܒ݂ܫܵܐ
ܘܟܵܢܘܼܢܵܐ ܕܵܥܸܟ݂
ܬܵܐ ܡܸܢܝܼ ܚܠܝܼܬ݂ܵܐ
ܕܡܟܲܦܫܲܚ ܩܲܝܣܵܐ
ܘܒܢܲܪ̈ܓܹܐ ܚܲܪ̈ܝܼܦܹܐ
ܩܲܛܩܸܛܲܚ ܟܬܵܒ݂ܹܐ
ܘܡܒܵܫܠܲܚ ܡܘܼܫܚܵܬܵܐ
بتركيز شديد وبعبارات قليلة استعارات لغوية ذكية تمكن ان يقول الشاعر عن الحصار ما يصعب قوله في صفحات..
وضمن تقييمي لمجموعة قصصية لهوزايا خبز السواتر لخما دتخوماني كتبت في بحق ما قاله في استقبال الام لابنها الشهيد ....فقلت :
ܟܵܬܘܿܒ݂ܹܐ ܟܲܒܝܼܪܹ̈ܐ ܟܬܸܒ݂ ܠܗܘܢ ܒܓܸܕܫܵܐ ܕܣܵܗܕܘܼܬ݂ܵܐ، ܘܒܣܘܼܩܒܵܠܵܐ ܕܝܸܡܵܐ ܠܒܪܘܿܢܵܗ ܣܵܗܕܵܐ. ܒܪܲܡ ܣܘܼܩܒܵܠܵܐ ܕܝܸܡܵܐ ܠܲܒܪܘܿܢܵܗ ܣܵܗܕܵܐ ܒܗܵܕ݂ ܬܘܼܢܝܼܬ݂ܵܐ ܠܐ ܗܘܵܐ ܒܗܵܘ ܛܘܼܦ̮ܣܵܐ ܥܝܵܕ݂ܵܝܵܐ ܝܼܕ݂ܝܼܥܵܐ.. ܣܘܼܩܒܵܠܵܐ ܒܗܵܕ݂ܹܐ ܬܘܼܢܝܼܬ݂ܵܐ ܐܝܼܬ ܠܹܗ ܚܲܕ݇ ܛܲܥܡܵܐ ܚܲܕܬ݂ܵܐ.. ܟܲܕ ܒܥܸܕܵܢܵܐ ܕܒܸܩܪܵܒ݂ܵܐ ܝܠܹܗ ܥܲܪܣܵܐ، ܡܸܠܝܵܐ ܡܢ ܫܠܲܕܵܐ ܕܣܵܗܕܵܐ، ܟܪܝܼܟ݂ܵܐ ܒܐܵܬ݂ܵܐ ܕܣܵܗܕܘܼܬ݂ܵܐ، ܡܫܵܪܹܝ ܠܲܚܡܹ̈ܐ ܫܲܚܝܼܢܹ̈ܐ ܕܫܸܫܡܹ̈ܐ ܒܸܦܪܵܚܵܐ ܒܲܫܡܲܝܵܐ.. ܪܩܵܕܵܐ ܠܩܵܠܵܐ ܕ ( ܟܲܠܟܲܠܝ̈ܬ݂ܵܐ). .
كان هوزايا يمتلك حسا تراثيا اصيلا ويضمن اعماله الادبية الكثير من المفردات التراث الشعبي من ابناء جلدته من القريويين الريفيين ومن ذلك الامثال الشعبية كان يتعرض للمثل بطريقة مختلفة فريدة تماما لم اعهدها عند غيره فهو يتعرض للمثل ليعارضه ويهشمه ويخرج بمفاهيم انسانية جديدة ذات عمق دلالي اكبر في قصته الجميلة كد نابل تورا يتعرض للمثل الشعبي السائد الذي يقول :
ܟܕ ܢܦܠ ܬܘܪܐ ܚܲܪܦܝܼ ܣܟܝܼܢܵܬ݂ܵܐ ܘܫܸܠܦܹ̈ܐ ܘܫܦܪܹ̈ܐ ܦܸܪܝܹܐ ܗܵܘܝܼ..
الا ان هوزايا يقلب المعادلة ويضيف
ܐܸܠܵܐ ܠܵܐ ܟܠ ܫܵܦܪܹ̈ܐ ܚܪܘܼܦܹܐ ܘܓܵܗܵܬ݂ܵܐ ܪܵܒܵܐ ܠܐ ܦܵܪܡܝܼ݂!..
هنا يبقينا هوزايا في دائرة الامل والرجاء فهو يريد ان يقول لنا ان هناك في وسط جحيم الشر اناس طيبون لا يحدون السكاكين .
وفي قصيدة له تحت عنوان ܙܪܲܩܬܵܐ ܕܟܝܼܡܵܐ زرقتا دكيما يوظف هوزايا المثل الشعبي القائل اوا دخابر بيرا بنابل كاوا
ولكن هوزايا بعد ان يخترق جسم المثل يفجر فيه دلالات جديدة ويقلب المعادلة اذ يقول
ܕܚܵܦܸܪ ܒܹܪܐ ....ܒܚܵܙܹܐ ܡܵܝܵܐ..
وهكذا ينقلنا هوزايا من حالة السقوط والموت الى الحياة الى الماء علة الحياة الاولى
ارايتم الى هذا الابداع الذكي الذي يتعامل به يونان هوزايا مع مفردات موروثات شعبية.
تعرفت على يونان مرقس هوزايا على درب الكلمة وحين اهديته نسخة من كتابي معجك روض الكلم كنث لمي قلت في الاهداء الى من التقيته على درب الكلمة اقدم روض الكلمات هذا.
لقد كتبت عن هوزايا كثيرا وكتب عني اكثر وترجمت له كثيرا وترجم لي حتى الى الكردية لقد تعاونا ثقافيا لفترات طويلة جلسنا على طاولة واحدة لمدة سنتين متواصلتين وانجزنا عملا لغويا قيما واليوم رحيله قبلي يفوضني لاكتب عنه حيثما استطعت الى ذلك سبيلا.
وفي الختام اقول ܕܘܼܟ݂ܪܵܢܵܐ ܠܥܵܠܲܡ ܢܗܘܹܐ ܠܙܲܕܝܼܩܹ̈ܐ.