عناصر المسرحية السريانية

مسرحية " ابن سميلي" انموذجا

دراسة عادل دنو

هل كانت هناك ظواهر تدل على وجود مسرح او ما يشبهه في عصور ازدهار الحضارة الاشورية والبابلية. ؟ ام ان بداياته متاخرة نسبيا؟ لا نعرف الكثير عن تاريخ المسرح الاشوري الكلداني السرياني , الا اننا نعرف ان القرنين الماضيين شهدا مبادرات في التاليف والاعداد المسرحي.. حيث برز عدد من الكتاب نذكر بعض الاسماء مثل المطران اسطيفان كجو وميشايل لعازر , اشعيا شماشا داويذ بيث زيا, يوشيا رابي بيرا اميرخص, للي تامرازي, نوئيل قيا بلو, جمال جرجيس لاسو, وديع كجو, جلال جمو, موفق ساوا, كوريال شمعون, يوسيفوس سركيس, زيا البازي, سعيد شامايا, طلال وديع, شاكر سيفو, ابراهيم يوحانا واخرين.

صدر هذا العام 2022 كتابا للمؤلف يوئيل هاويل وهو كتابه الثاني المعنون ( ܗܒܱܒܺܐ ܡܓܘܒܝܳܐ ) وفيه عد من النصوص المسرحية اضافة الى نصوص شعرية وسردية اخرى. اختار الباحث عادل دنو نص مسرحية (ابن سميلي) من الكتاب المذكور لدراستها للتعرف كيف اشتغل الكاتب على عناصر النص المسرحي من حيث الفكرة وبناء الشخصيات والتعامل مع الصراع والاحداث والحبكة المسرحية. ثم حلل الحوار للوصول الى هدف البحث في بيان رؤية المؤلف وتعامله مع عناصر النص المسرحي.

سيميائية النص القصصي السرياني

ادب القصة لدى هوزايا

يونان هوزايا كاتب مقتدر اقتنى مكانة متميزة في الادب السرياني. استطاع ان يوصل القصة السريانية القصيرة بناء وشكلا الى مستوى اداب اللغات الاخرى. وتوفرت قصصه على رؤية عميقة لقضايا مهمة قومية وانسانية وباسلوب مزج فيه الشعر والسرد، مستخدما الرومانسية والرمزية بمهارة.

وهذه دراسة لقصص الاديب الملفان يونان هوزايا اعدها الباحث عادل دنو وهي اول دراسة اكاديمية باللغة السريانية توفرت على متطلبات البحث العلمي.

نص مسماري ومنحوتة تكشف موقع معبد عشتار واسوار ابيل المجهولة -

الدكتورة بروين بدري

دافنشي واسلوبه

دراسة : غسان فتوحي- ملبورن

ولد دافنشي  في سنة  1452  في 15 من شهر نيسان والده  بيرو كاتب عدل  من طبقة ارستقراطية والام كاتارينا  فلاحة .وفي سن المراهقة اخذه ابوه الى استوديو الفنان الكبير فيروكيو ليتدرب على الرسم .وبقي  هناك الى ان امتاز على استاذه في رسم احد الملاكين في اللوحة تعميد المسيح .

وشخصية دافنشي كانت متعددة المواهب  مثل الرسم والمعماري والتصميم والتشريح الاختراع والكيمياء والموسيقى.

ومن خلال بحثي عن شخصيته وكيف كان يفكر واسلوبه .

اكتشفت ان سر عشقه للطبيعة وفك رموزها  كان موئثر في كل اعماله  . ولان خلال التاريخ, الصقت الكثير من الشوائب  بسيرته وشخصيته . ولكونه رمز كبير لعصر النهضة ,عبقري وفنان ليس في زمنه فقط بل على مدى الازمنة التي تلته

فكان قُبلة للمفكرين والفنانين والمخترعين ومجالات اخرى .فاصبح هدف لكل شخص يريد ان يرتقي ويشتهر اذا كان من خلال فكرة او عمل اوشيء اخر ,فمجرد ان يضع رابط بما لديه مع هذه الشخصية , على حساب الامانة الفكرية والفنية والعلمية ,بل و على حساب الحقيقة المجردة . حتى يصبح من السهل نشرها وتداولها والشهرة . وهناك الكثير من الامثلة خلال التاريخ .

والتاريخ محمل بالكثير من التزوير . وخاصة اذا كانت المسالة مرتبطة ب قومية ما  او دين ما .وقد حدث ماحدث عدة مرات اعادة كتابة التاريخ , حتى اصبح من الصعب تمييز الحقيقة اين تكمن . فالافضل هو اعادة قراءة التاريخ , القراءة ما بين السطور , للوصول الىى اكثر حقيقة نستطيع لها وصولا . ملما بين الاسلوب والظروف والاحداث لذلك الزمن وللشخص المعني. لتنقية ما يمكن انقاذه من الشوائب .

فاحببت ان ادرس اسلوب دافنشي من عدة جوانب وتحليله حسب زمنه والظروف والاحداث . فمثال ذلك اسلوبه في اختراع المدرعة اوا الحصن المتحرك .

فمفهوم الحصن هو التمركز لردع هجوم العدو ولكونه بناء شامخ فالمتحصنين هم في موقع دفاع مجبرين لا مختارين .فكانت فكرة دافنشي ان يكون حصن متحرك لاضفاء ميزة الهجوم حين يتطلب الامر . فيكون مباغتة العدو وهم متحصنين.

فاخذ الفكرة من السلحفاة حيث تسير وعظمها الخارجي, اي درعها يحميها من الهجمات العدائية , وبدل الاطراف يكون مدافع في كل الاتجاهات وحسب الحاجة ومن الاسفل عجلات لحركة الحصن والقيادة في اي اتجاه مطلوب . وكانت الفكرة عبقرية حتى في عصرنا هذا فكيف قبل 500 سنة مضت.

للاسف لم يلاقي النجاح عند القادة الملوك .لصعوبة التحرك ,فلم يكن قد اخترع المحرك انذاك , والتحريك  من قيبل المقاتلين ياخذ جهدهم وطاقتهم مما يفقده القدرة على القتال والتحرك في ان واحد , مما ادى عدم نجاح هذا الاختراع في ذلك الوقت او تاجل الى زمن اخر .

كما ان في احدى لوحاته الوزة مع الفتاة العارية والتوائم .

واعيد رسمها ومع التواءم كان هناك بيضة مكسورة وكانت البيضة رمز لرحم المراءة ,

الرحم الحاضن و الحاوي للجنين والحبل السري الذي يعطي الجنين ما يحتاجه للبقاء على الحياة , وهذا كان مرسوما في احدى تخطيطات دافنشي. وكانت هذه احدى العراقيل الكبيرة اللتي كانت يصطدم بها دافنشي مع الحكم القائم وقوانين الكنيسة , ففي ذلك الزمن كان الحكم والكنيسة تمنع وتحرم تشريح الجثة .

ولكونه يدخل في مجال الطب والتشريح الفني فكان دافنشي يعطي النقود اي يرشي حارس المقابر كي يحمل الاخير اي جثة حديثة  قبل التحليل الى مكان خاص لدافنشي فيقوم بتشريحا ودراستها من حيث الطب ومن حيث تشريح الجسم من الناحية الفنية .وما كان يراه في رحم الام والحبل السري للطفل توصل به ليضع اول تصميم لبدلة غوص في الماء والغواصة . مما كان هذا يثير عليه غضب الكنيسة في ذلك الزمن.

وكان تصميم بدلة الغوص هو سابق لزمنه ايضا . وهناك فكرة او تصميم  للهليكوبتر .فمثلا دراسته للاشجار وكيف تاثير الخريف عليها ,فتيبس ورق الاشجار فتلتوي حول نفسها ومن ثم تسقط بطريقة ملتوية حول نفسها بسبب الهواء .

 فتحولت الفكرة نفسها عند دافنشي عكسيا . فلو التفت بالعكس لدفعت الهواء الى الاسفل فتعلو الورقة الى الاعلى . فصنع المروحة على شكل ملتوي كالتواء ورق الشجر بشكل اوسع . فكانت فكرته اول تصميم للمروحية .

بالاضافة لفكرته الماخوذة من جناح الخفاش . صنع ما يشبهها على طريقة ليكون اول تصميم لاول طائرة في التاريخ غير ان القوانين الفيزيائية لم تكتمل فيها لتنجح عملية الطيران .  كل هذا كان يجمع الرموز من الطبيع لكونه يعشق الطبيعة ويحولها الى فن وتصميم واختراع واكتشافات وفن وعمارة . اضافة الى ان الموسيقى كانت تساعده في التامل وتطوير الافكار والرموز.ومثل ما سبق ان ذكرنا تشريحه لجسم  الانسان ودراسته.رسم عن جسم الانسان وعضلاته واوتاره والعظام .

اراد ان يحول هذه الطبيعة برموزها الى افكار واختراعات . فكانت تخطيطاته لاول تصميم لانسان ألي غير مكتمل.

ولكي نتكلم على اسلوبه في الرسم واللوحات لا بد نشرح  عن المنضور وخط الافق اولا . ففي الجيل الذي سبق دافنشي وبالتحديد عند استاذه في الرسم فيروكيو وضعو لاول مرة في الرسم فكرة المنضور .

فلو القينا نظرة على الطريق لارينا ان كل البنايات والاشكال وكاانها تمر عليها خطوط . وجميع هذه الخطوط تلتقي في نقطة ما تسمى نقطة التلاشي واللخط الافقي الذي يمر بهما افقيا يسمى خط الافق .وهو الخط الذي نراه واضح عند البحر فه الفاصل بين السماء والبحر عند الساحل, ومستوى هذا الخط يُعبر من  اي ارتفاع  نحن  ننظر . لكن في الرسم هناك خط افق خاص بالفنان وثقافته ومن اي منطقة ينحدر ,فمثلا الفنان الاوربي لكون الكتابة عندهم تبدا من اليسار الى اليمين فخط الافق يكون مثلا من الشمال اليساري  الى  الجنوب اليميني .

بينما من يكتب من اليمين  الى اليسار فخط الافق يسهل لديه من الشمال اليميني الى الجنوب اليساري .

وهنا قد يجيد اي فنان ان يقوم بعكس الثقافة التي اتى منها ولكن بكل تاكيد تسهل له لو خط الافق كان على ثقافته . وهنا نجد باسلوب دافنشي ان خط الافق في لوحاته سهل بكل الاتتجاهات , لان دافنشي كان يكتب بيديه الاثنين وكان يكتب من اليسار الى اليمين وبالعكس وكان يستخدم اسلوب الكتابة العكسي كي يبتعد الوشي به والمترصدين له بالمشاكل من القوانين او مع  الكنيسة , فلديه من السهل كل اشكال خطوط الافق كيفما اتفقت بكل الاتجاهات .وهذا ما يظهر في لوحة مونالييزا حيث هناك خطين للافق وليس خط واحد بالاضافة الى ان النصف الايمن لموناليزا يعطي شعور يختلف عن النصف الايسر لوجهها.

فالنصف الايمن يدل على الوداعة وفيها ابتسامة اما الايسر يدل على الجدية وبعض الاستياء .فبالعادة الوجه في الرسم يعطي شعور معين لكن عند دافنشي فيعطي اكثر من شعور واحد.

والشال الخفيف فوق الراس وعلى الكتفيين . ففي ذلك الزمن  هو دلالة على ان المراءة التي ترتديه اما في الاشهر الاخيرة من الحمل او في الاشهر الاولى بعد الولادة . اي ان لديها طفل حديث الولادة وفي كلا الحالتين هذه الميزة في ذلك العصر تفند ما وصلنا عن ان هناك قصة حب وعشق بين موناليزا و دافنشي . وايضا تظهر في اللوحة خلف موناليزا شرفة ومنضر خارجي , اي انه رسمها في الخارج وليس في الداخل لانه في ذلك الوقت ومن اختراعات دافنشي هي الوان ذو القاعدة الزيتية التي تاخذ وقت طويل حتى تجف وهي تصلح للرسم في الخارج .وقبل ذلك كانت الوان ذو القاعدة المائية فتجف سريعا ولا تصلح للخارج .فكان في هذا الاختراع له الفضل على كل الرساميين الذين تلوه وقد استخدموا اللوان الزيتية . اما الوحة الشهيرة. العشاء الاخير. او اول فصح  في   الديانة اللمسيحية, او اول  قداس للمسيحية  ,فما رسم سابقا لدافنشي كان الموضوع عن كسر الخبز وكاس الخمر  اما هذا الفنان وكعاتده لدراسة اي موضوع او المادة للرسم وبعد ان درس الانجيل كي يعطي فكرته عن اللعشاء الاخيرفاختار اان تكون الفكرة عن  لحظة  اعلان السيد المسح عن احدهم سوف يسلمه ليحكم عليه , وكانت المفاجئة على كل التلااميذ لكن كل حسب شخصيته كما كتب عنها في الانجيل وكيف استقبل الخبر .

فمثلا توما الذي اشتهر بجملة : "وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ". وقد رسمه وهو رافع اصبعه مندهشا .

ويوحنا الحبيب الصغير الوديع القريب من السيد المسيح وهو يستمع الى بطرس وقد ساله  بطرس كي يسال السيد المسيح عمن يكون الخائن . وقد اشتبهه بعض الناس في هذا العصر انه امراءة وليس القديس يوحنا . وهنا علينا ان نوضح عن فن الباروك وهو احد الرسوم الواقعية التي تعطي رونق واظهار الميزات بشكل مبالغ  فيه او واضح كثيرا.

.فتشبه القديس يوحنا  ب امراءة, او انها  مريم المجدلية , كي يصنعو الروايات لدعم ذلك . يكون ابتعاد عن الحقيقة وخاصة في فن الباروك .وبالاخص هناك في نفس اللوحة شخصيات تقربت في فن  الباروك الى امراءة .

فلماذا سلط الضوء على يوحنا وترك البقية . ما يدل على  استغلال الصورة لدعم  اغراض  اخرى,والذي حاول ذلك لم يدرك شيء في فن الباروك. وبطرس الذي كان يحمل سيف صغير في يده كما جاء في الانجيل ..

:"إِنَّ سِمْعَانَ بُطْرُسَ كَانَ مَعَهُ سَيْفٌ، فَاسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى."  

ويهوذا الذي كان ممسكا بصرة النقود الثلاثين من االفضة مقابل  ان يدلهم على السيدالمسيح. ويظهر يهوذا ووجهه الى الخلف اي ليس هناك تفاصيل واضحة في وجهه وقد تقصد دافنشي بذلك ليبعد اي تشابه بين يهوذا واي شخص اخر .وهذاما يبعد كل البعد عن الرواية التي تقول بان دافنشي وجد شخص مذموم فاخذه ليرسم يهوذا ,وبعدها بكى ذلك الشخص مبلغا دافنشي بانه نفس الشخص الذي رسمه لصورة  السيد المسيح . فهذه القصة ليس لها شيء من الصحة بشيء . لان صورة شخصية يهوذا بلا ملامح متقصدا دافنشي هذا كي يبعد الشبه لاي انسان بالخيانه.

والعودة للوحة العشاء الاخير  والمموقع عند اقدام المسيح في اللوحة التي رسمها دافنشي في قاعة الطعام لدير الدومنيكان في ميلانو ,فهناك موقع اخذ من اللوحة لحصول بعض الاضرار به .بحيث غطت اقدام السيد المسيح

وقد يعزى الضرر لاحد الاسباب التالية . اما لكون دافنشي استخدم تجاربه في الرسم على الجص الرطب باسلوب مغاير لانه مخترع ,لكنه فشل وخاصة ان اللوحة تضررت من هذه الطريقة بعد عد سنوات. فادت  لاضرار كبيرة ففي اللوحة وهي لحد هذا  العصر يقومون بترميمها من تلك الاضرار ,,وقد تكون الاضرار كانت كبيرة عن موقع القدمين مما جعل البعض بتاطيرها  كما نراهها في للوحة .

او لكونها في قاعة طعام لدير  مما كانت نسبة الرطوبة كبيرة وتضررت بفعل الزمن .

او من جراء ملك فرنسا لويس الثاني عشر عندما احتل ميلانو ورى اللوحة ورغب في نقلها الى باريس لكن المحاولة فشلت وكان هذا الجزء المتضرر الاكبر منها . بكل الاحوال فان الملك عندما فشل بنقلها طلب من دافنشي رسم مماثل لها . وبالفعل اكمل دافنشي رسم لوحة العشاء الاخير مع تلاميذته في  الرسم لكن هذه المرة ليس على اللحائط بل على قماش وارسلت الى فرنسا . وحين كان معارك بين الكاثوليكك والبروتستانت ولكون الاخيرين لا يتقبلون الرسومات والتماثيل  , فاضطر البعض  لتهريبها الى كنيسة في  جنوب بلجيكا وهي موجودة لحد الان  هناك بتوقيع دافنشي .ويظهر بها اللجزء المتضرر من الوحة الاولى اي اقدام السيد المسيح وفيها وضعية القدمين في خطين متوازين . وهذه الوضعية  تكون عندما يستعد  الشخص للنهوض . وفيها دلالة من دافنشي على السيد المسيح كما كتب بالانجيل.:"«يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ».

فقد  كانت دلالةعلى استعداد السيدد المسيح  لتكملة رسالته حسب مشيئة  الله.

عيد أكيتو: من الجذور السومرية الى الآفاق العالمية

الدكتور خزعل الماجدي

وتابع هنا القسم الاول فيديويا وفيه تعريف بالباحث الدكتور الماجدي. تاريخ عيد اكيتو. عدد ايام الاحتفال به.

وبامكانكم قراءنا الكرام متابعة القسم الثاني في هذا الفيديو ويحوي انتشار عيد اكيتو في العالم القديم. اعياد الاديان القديمة وعلاقتها بأكيتو. أصل رأس السنة الميلادية. اعياد اسلامية شعبية ربيعية. و يوم الشعر في العالم.

القسم الثالث من محاضرة الدكتور خزعل الماجدي وفيه الاسئلة الباحثة عن الاجوبة الوافية عن عيد اكيتو. معنى اكيتو. تقاليد باقية الى اليوم.انخيدو أنا أول شاعرة في التاريخ. الجنس والاديان.

القسم الرابع: تكملة الاسئلة استنزال المطر بين اذار وتشرين. التراجيديا في عيد اكيتو. حضارات العالم وعيد أكيتو. الاديان والتاريخ. كورش وعيد اكيتو.

كلمة المطران اميل نونا - سيدني- استراليا

كلمة سياة المطران مار اميل نونا من استراليا

كلمة غبطة الكاردينال البطريرك لويس ساكو

كلمة غبطة البطريرك مار لويس ساكو - بطريرك الكلدان في العراق والعالم

أيام مع الاب البير ابونا: الانسان الكاهن

الاب جنان شامل عزيز

الأب ألبير أبونا : كتاباتُه لا تنفصلُ عن كهنوتِهِ !

الأب ألبير هشام

الأب ألبير أبونا : عاش 94 عامًا، و70 عامًا في الخدمة الكهنوتية والرهبانية، أصدر 174 كتابًا بضمنها 57 بين تأليف وإعداد و117 ترجمة عن الفرنسية والآرامية، في مواضيع الكتاب المقدس والروحانيات والحضارة والتراث والتاريخ الكنسي الشرقي وغيرها... وكلّ مبتغاه من كتاباته أن يصل المسيح إلى النفوس، كما كنتُ أسمع منه شخصيًا وألتمس روحانيته وأنا أساعده في تنضيد وطباعة أكثر من عشرة كتب، وأنا لا أزال طالبًا في المعهد الكهنوتي (1999 – 2006) وبعد الكهنوت في إعداد الكتب التي نشرناها في دار " نجم المشرق " الثقافية ببغداد، حيث أعملُ أيضًا منذ عام 2012 إلى اليوم، وخصوصًا الأجزاء الستّة من " سِير الشهداء والقديسين " (2015 – 2016).

لا زلتُ أذكر إلى الآن القدّاس الذي أحتفل به الأب ألبير في كنيسة مريم العذراء سلطانة الوردية المقدّسة / بغداد، حيث خدم منذ عام 1995 وحتّى إحالته إلى التقاعد عام 2001، وذلك بمناسبة اليوبيل الذهبي لرسامته الكهنوتية، وشاركه فيه الأب (صاحب الغبطة والنيافة حاليًا) لويس ساكو، وكان وقتذاك مديرًا للمعهد الكهنوتي البطريركي، مشيدًا بالخِدم المتنوعة التي قدّمها الأب ألبير في كهنوته ؛ فهو المعلّم والمرشد والمصلّي والكاتب والراعي... وبقي مستعدًا لأي خدمةٍ تُطلب منه، حتّى في السنوات الأخيرة التي كان يستعين فيها بعكّازه وينظر بعينٍ واحدة ويعاني من ثقل الشيخوخة، ولكنّ روحه كانت متقدّة بالمسيح الذي آمن به...

نريد اليوم، في دار " نجم المشرق " الثقافية، أن نستذكر الأب ألبير أبونا الذي رحل عنّا يوم السبت 4 كانون الأول 2021 في أربيل، عبر مسيرته في مجلة " نجم المشرق " ؛ فهو عضوٌ في هيئة تحريرها منذ ولادتها، بقرار من سينودس أساقفة الكنيسة الكلدانية المنعقد ببغداد للأيام 3 – 5 أيار 1994، وإلى وفاته. فرافق المجلة خلال 26 سنة من إصدارها، ولا زالت لدينا مقالات بخطّ يده كان قد سلّمها للنشر قبل دخوله إلى مستشفى مريمانة، في شهر تموز الماضي بسبب تعرّضه لوعكةٍ صحيّة، ستُنشر تباعًا في الأعداد القادمة.

نستذكره اليوم من خلال مقالاته الـ150 التي نُشِرت في مجلة " نجم المشرق "، منذ العدد الأول الذي صدر عام 1995 وحتى العدد الحالي (109) الذي يصدر في عيد القيامة 2022. وهي مقسمّة كالآتي :

1. باب " تعرّف على كنيستك " : وهي سلسلة مقالات ضمّت (35) حلقة تعريفية عن تاريخ كنيسة المشرق.

2. باب " نصوص من تراثنا " : كتب (18) مقالة، تضمّ أغلبيتها ترجمةً عن نصوص كلدانية مُختارة تعكس روحانية وفكر كنيستنا المشرقية.

3. باب " تاريخنا المشرقي " : كتب (17) مقالاً وبضمنها سلسلة بعنوان " كنيسة المشرق " ضمّت 14 حلقة.

4. باب " صوت البابا " : ترجم فيها (17) خطابًا أو موعظةً أو كلمةً للبابا يوحنّا بولس الثاني، و(3) للبابا بندكتس السادس عشر. وأصبح عنوان الباب فيما بعد " صوت الراعي ".

5. باب " تعرّف إلى ديورتك " : سلسلة مقالات ضمّت (10) حلقات للتعريف بأهمّ الديورة المنتشرة في بلاد بين النهرين.  

6. " الباب اللاهوتي " : كتب (9) مقالات يشرح فيها بأسلوب بسيط تعليم الكنيسة بخصوص مواضيع إيمانية مختلفة. كما كتب (5) مقالات في باب " اللاهوت والحياة ".

7. باب " الكنيسة الجامعة " أو " نشاط الكنيسة الجامعة " : له مقال ترجمه مع الأب د. بطرس حدّاد وآخر مع الأب عمانوئيل الريّس ومقالان آخران مترجمان، ومقال آخر كتبه. فيصبح مجموع ما كتبه في هذا الباب (5) مقالات. وكتب مقالاً واحدًا (1) في باب " وثائق الكنيسة الجامعة ".

8. باب " يوبيل الألفين " : ويضمّ مجموعة مقالات بمناسبة يوبيل الألفين الكبير لميلاد السيد المسيح، وكتب فيه (5) مقالات، اثنان منها مترجمة.

9. باب " الصلاة " : كتب (5) مقالات، بضمنها مقال مترجم، اهتمّ من خلالها بتعليم أُسس الصلاة المسيحية للقرّاء.

10. باب " شهود الإيمان " أو " حياة القديسين " : كتب (4) مقالات، استعرض فيها حياة قديسينا ليتّخذ منها القارئ عبرةً.  

11. كتب مقالتين في الأبواب الآتية : " وجوه وشخصيات "، " الباب الأدبي "، " سؤال وجواب ".

12. وكتب مقالاً واحدًا في الأبواب الآتية : " الباب الروحي "، " تراثنا الروحي "، " سنتنا الطقسية "، " حياتنا الرعوية "، " آثارنا المشرقية والمسيحية "، " مريم العذراء "، " حوار الأديان والحضارات "، " أوراق رهبانية "، " علم الإنسان "، " متفرقات ".

**********

من خلال نظرة تحليلية بسيطة للمقالات التي كتبها الأب ألبير في مجلتنا، نودّ أن نشير إلى الملاحظات الآتية :

1. يتبين لنا الاهتمام الكبير الذي أولاه لتاريخ كنيستنا، فأغلبية مقالاته مُدرجَة في أبواب " تعرّف على كنيستك " و" تاريخنا المشرقي " و" تعرّف إلى ديورتك ". ولا عجب فهو أستاذ مادة تاريخ الكنيسة لسنواتٍ طويلة، ومؤلف لثلاثة أجزاء من " تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية " وغيرها.

إن الأب ألبير في مقالاته، كما في كتبه، التي تتطرق إلى تاريخ الكنيسة، يهدف بالدرجة الأولى أن يتعرّف المؤمنون على أحداث الخلاص التي صنعها ربّنا في كنيسته خلال القرون الماضية. فالجانب الروحي لا يغيب عن كتاباته، ولم ينسَ كهنوته حتّى في الجانب العلمي من حياته. إنه يضع فائدة المؤمنين وخلاصهم نُصب عينيه وهو يكتب تاريخ كنيسته، فالتاريخ بالنسبة له دروسٌ على مؤمني اليوم أن يستلهموا منها لحياتهم ! هذا هو الخطّ الذي تبنّاه الأب ألبير أبونا في تاريخ الكنيسة !

2. اهتمّ الأب ألبير باللغة الآرامية التي كان يدرّسها أيضًا، وهذا يتجلّى في مقالاته في باب " نصوص من تراثنا ". وهو يعتبر أحد المتضلعين بآداب هذه اللغة، ولكنّه كرّس علمه ومعرفته بها لينقل مبادئ الإيمان أيضًا من خلال اختيار نصوص ليتورجية لآباء وقديسين من كنيستنا حرص أن يتعرّف المؤمنون عليها بشتى الوسائل المتاحة.

سعى الأب ألبير إلى تحبيب اللغة الآرامية لمؤمنينا، وكم تمنّى أن يتعلّمها إكليروسنا خاصّةً ليكتشفوا الكنوز المخفية التي تركها لنا آباؤنا في الإيمان. إنه يوجّه دعوة لنا للعودة إلى الجذور الأصيلة لإيمان كنيستنا الكلدانية، مستفيدين من خبرة القديسين وسيرة الشهداء الذين رووا أرضنا هذه بدمائهم، فهم " شهود الإيمان ".

3. لم يكن الأب ألبير بعيدًا عن إيمان كنيستنا الجامعة، بل كان مطّلعًا جيدًا لتعاليم البابوات والكنيسة الكاثوليكية، وحريصًا على تقديمها للمؤمنين بترجمة سلسلة وبسيطة ومفهمومة للمؤمنين. وهذا ما نشهده في أبواب المجلة التي تتحدث عن الكنيسة الجامعة، وفي " الباب اللاهوتي " و" يوبيل الألفين "... الخ. إنه يجمع بين إيماننا الكاثوليكي والمشرقي، وهدفه في النهاية هو المسيح الذي كرّس حياته له.

ولذلك، أستطيع أن أشهد، كأحد تلامذة الأب ألبير أبونا، أن كتاباته جميعها لم تنفصل يومًا عن رسالة كهنوته وعن نشر ملكوت الله من حوله. تغمده الله برحمته الواسعة ولتكن كتاباته نورًا يهدينا إلى طريق المسيح.

( ) الدراسة نشرت اولا في مجلة نجم المشرق، العدد 109, السنة الثامنة والعشرون 2022, ص33-36.

تجربتي مع الاب البير ابونا

الدكتور انمار عبد الجبار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله على سلامتكم اخوتي جميعا.

حزنت كثيرا عندما سمعت خبر وفاة الاب البير ابونا الذي كان منارة للعلم لنا نحن الباحثون في مجال الدراسات السامية.

وفرحت كثيرا عندما كتب لي الاستاذ نزار الديراني سائلا هل بالإمكان مشاركتي بكلمة ضمن الندوة التي يقيمها مركز يونان هوزايا للبحوث والدراسات المستقبلية تحت عنوان (البير ابونا في ذاكرة الثقافة العراقية). فكتبت له بالتأكيد يشرفني ذلك لسد الدين في رقبتي له واكتب (تجربتي مع الاب البير ابونا).

لقد بدأت هذه التجربة من خلال نشر بحث لي في مجلة بين النهرين وكنت حينها تدريسي في جامعة القادسية/ كلية الآداب/ قسم الاثار، ابحث عن نشر بحوث لي في مجلات علمية رصينة لغرض تقديمها للحصول على ترقية علمية الى مرتبة اعلا، ومن المعروف ان ادارة المجلة ترسل البحوث الى خبرا لبداء ملاحظاتهم عليها، وتخبر ادارة المجلة الباحث بضرورة تصليح تلك الهفوات ومن ثم ينشر البحث، فقمت بتصليح ما اورده الخبير العلمي من ملاحظات على بحثي، وكنت سعيدا جدا عندما نشر البحث.

بعدها ذهبت الى الهيئة العامة للأثار والتراث لغرض نشر بحث في مجلتهم سومر والتقيت بالمدير العام الدكتور دوني جورج وزودني باستمارات مشاركة بمسابقة دولية يقيمها مركز ابحاث تاري الامريكي ببحث شرطه يختص بموقع ضمن جمهورية العراق، وقمت بالبحث عن موضوع للمشاركة بالمسابقة والتقيت بالأستاذ بنيامين حداد واقترح موضوع بحث عن دير الربان هرمزد في القوش في الموصل شمال العراق، واشتركت بالمسابقة وفزت بالجائزة.

وعندما ادركت أهمية موضوع البحث قمت بتطويره الى كتاب يحمل عنوان (الكتابات النقشية في دير الربان هرمزد في القوش ترجمة وتحليل) ، وعندها ذهبت الى ادارة مجلة بين النهرين وسائلتها عن الخبير العلمي الذي قوم البحث الذي نشر عندهم وذلك لشدة تدقيقه على المفردات من حيث التركيب اللغوي والحركات للغة الآرامية السريانية الشرقية، فأخبروني بانه الاب البير ابونا والذي كان احد اعضاء هيئة تحرير المجلة.

فقمت بالاتصال بالأب البير ابونا طالبا موعدا للقائه وحينها كان مقيما في دير القديسة حنة للراهبات الكلدان في منطقة الكرادة في بغداد وكان ذلك في نهاية شهر تشرين الاول سنة 2007 م.

عند لقائنا رحبي بي كثيرا، وطلبت منه الاطلاع على ما كتبته ووافق متفضلا وقال اتصل بك قريبا، وفي اللقاء الثاني كان يسألني باستحياء العلماء عن الامور التي وقعت بها اخطاء ويقول لي اقراء هذا وما يعني هذا لك وهل هذا صحيح ام يكون ذلك اصح، وكان مبتسما ومسرورا عندما اقراء المفردات السريانية الشرقية وبحركاتها، وبعد اسبوع التقينا مرة ثالثة حيث سلمني الكتاب وعليه التصحيحات.

حينها تشجعت وطلبت منه ان يقوم بكتابة تقديم للكتاب بخط يده فوافق متفضلا بعد ان اقوم بأجراء كافة التصليحات.

وبعد ثلاثة ايام اتصلت به والتقينا واعطاني مجموعة من مؤلفاته كاتبا على الصفحة الاولى اهدائه وتوقيعه ومؤرخه، وسلمني صفحتان بخط يده تقديما للكتاب وتحمل في نهايتها توقيعه ومؤرخه في 8 تشرين الثاني 2007.

ودعا لي بالتوفيق العلمي وانه مستعد في اي وقت ان يقوم بقراءة وتصليح ما اكتبه سوى كان بحثا او كتابا ، وبقيت على اتصال دائما به حتى بعد انتقاله الى كركوك ومن ثم الى اربيل.

بعدها شاركت في مؤتمر اللغة السريانية سنة 2008 في دهوك والذي اقامه الاب شليمون ايشو المشرف العام على دار المشرق الثقافية ، وطلبت منه نشر الكتاب فعندما اطلع عليه ووجد التقديم الذي كتبه الاب البير ابونا له وافق على طباعته الف نسخه واعطاني مكافئه .

اخوتي الافاضل اسمحوا لي ان اقرأ لكم ما كتبه الاب البير ابونا بخطه من تقديم على كتابي:

الصفحة الاولى:

التقديم

وضع الاستاذ انمار عبدالجبار جاسم، وهو استاذ في كلية

الآداب / جامعة القادسية، كتابا أسماه "الكتابات النقشية في دير

الربان هرمزد في القوش" يقع في نحو 260 صفحة من القطع المتوسط

وهو نتيجة جهود كبيرة بذلها المؤلف والمحلل في سبيل جمع هذه النصوص

الكثيرة بنصها الارامي (الاسطرنجيلي عادة) ، ثم نقحرتها، واخيرا ترجمتها الى

العربية. واضاف الى ذلك جدولا بالأفعال الواردة في هذه الكتابات

النقشية والشواهد القبرية، واعطى جذورها الاصلية وحلل تصاريفها.

كما انه زودنا في الاخير بأسماء  اشخاص الاعلام الواردة في هذه الكتابات،

وحاول شرح معانيها حسب أصولها المختلفة.

لاشك ان معظم هذه النصوص- إن لم نقل جميعها- قد اتخذت

مواضيع دراسات وتحاليل وترجمات خلال القرنين الاخيرين . الا أن ما

تميز به عمل المؤلف هنا هو أنه زود القراء بنظرة شاملة وبدراسة منهجية

تناولت الاراميين ولغتهم، وطريقة تطور هذه اللغة خلال القرون الطويلة

وانقسامها الى فئات عديدة وخطوط متنوعة، افضلها واجملها هو الخط

"الاسطرنجيلي" المربع ، الذي تغنى فيه الخطاطون والنساخ، وبه كتبوا

الاسفار المقدسة والكتب الطقسية ثم الكتب العلمية. فانه خط مشترك

بين جميع الاراميين السريان، في المنطقتين الشرقية والغربية.

وحاول المؤلف ان ينقل بأمانة علمية مشكورة جميع الكتابات الباقية في دير

الربان هرمزد ، وهي شهادات دينية وتاريخية تطلعنا على اشخاص عددين قاموا

بدور مهم في كنيسة المشرق وعاشوا في هذا الدير او امضوا فيه فترة من الزمن، منذ تأسيسه قبيل منتصف القرن السابع حتى بعد منتصف القرن العشرين.

الصفحة الثانية:

وتروي هذه النصوص جانبا من حياتهم وشيئا من اعمالهم، وتشير الى مواضيع رقادهم الاخير(اضرحتهم)، وهذه كلها امور تسلط الاضواء على تاريخ الدير والذين عاشوا فيه وتعرضوا احيانا كثيرة لمختلف اصناف الشدائد والاضطهادات وحتى للاستشهاد احيانا. ان هذا، والحق يقال لتراث جميل وغني وجدير بمزيد من

الاهتمام والدراسة . والاسهام الذي قدمه الاستاذ انمار في سبيل المزيد من

التعريف الى هذه التواريخ والاثار، اسهام يستحق كل التقدير والثناء.

لقد لاحظت الروح العلمية المتجلية في استاذنا الجليل، والصبر والدقة

في معالجة هذه النصوص التي فيها من الغوامض والممحوات احيانا ما يجعلها صعبة للقراءة وعسيرة للإدراك، ناهيك عن الاخطاء التي وقعت احيانا عند الخطاط

او الناسخ...

واني اثني كل الثناء على الجهود المضنية التي بذلها المؤلف الصديق والمحاولات

المشكورة التي قام بها في سبيل تقديم هذه الدراسة للأجيال الصاعدة ولجميع الذين هم متعطشون الى معرفة المزيد عن تراثهم العريق. واقدم له كل الشكر عني وعن الذين يهتمون بهذا التراث الشرقي الاصيل، بل يحبونه ويعتزون به ويقدرون جهود جميع المهتمين به وبنشره.

واتمنى للمؤلف الصديق المزيد من الانتاجات العلمية الرصينة والمزيد من

السخاء في تزويد انساننا المعاصر بما يمكن ان يوسع افاقه العلمية بالإفادة من

مختلف انواع التراث في بلادنا وجميع البلدان الاخرى، واتمنى للكتاب انتشارا

واسعا وجزيل الفائدة للجميع.

الاب البير ابونا

بغداد، في 8 تشرين الثاني 2007 .

واخيرا اقول:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ.

والمقصود: علم يُنتفع به ان الإنسان إذا مات وخلف كتبًا أو تلاميذ قد انتفعوا به، بقي له الأجرُ مُستمرًّا في التلاميذ وتلاميذ التلاميذ الذين تعلَّموا، والكتب التي ألَّفها، وفي المحاضرات والنَّدوات التي أقامها، وانتفع بها الناسُ، يبقى له أجرٌ.

فقد خلف الاب البير ابونا كتبا وتلاميذ ينتفع بها.

لقد وجدت الاب البير ابونا انسانا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فكان الاب الثاني لي والمعلم الناصح . رحمه الله واسكنه فسيح جناته انه سميع مجيب.