EnglishالعربيةSyriac

تطويع السريانية بين الاصالة والتحديث

4 سبتمبر، 2021

ܡܲܚܫܲܚܬܵܐ ܕܣܘܼܪܝܵܝܵܐ ܒܲܝܢܲܬ݂ ܫܸܪܫܵܝܘܼܬ݂ܵܐ ܘܚܘܼܕܵܬ݂ܵܐ

ميخائيل بنيامين

 

الفكرة الاساسية هي دور يونان هوزايا في حقيقة محاولاته الدائمية في تحديث وتطوير السريانية ولكن بالتاكيد دون ان يمس الاصالة الموجودة فيها. وانا اتحدث عن تجربة او معايشة يومية ابتدات منذ 1995 من يوم بدأنا نعمل في اذاعة اشور ومن ثم تلفزيون اشور وكنت يومها مدير تحرير بهرا السريانية يومها كان رئيس تحرير بهرا العربية والسريانية فكم اتشوق لتلك الاحاديث التي ركزت على: كيف تكون السريانية (الكوشما ܓܘܫܡܐ ) معين ولكن لا ضير ولا خوف نهائيا من تطويعها وتطويرها لتكون لغة حية تستخدم في الاعلام والصحافة.

وانا جالس هناك حاولت ان انقل هذه النقاط الخمسة من كتابه بعنوان (كانونا ܟܢܘܢܐ) لانها كانت كلها بالاساس بالسريانية . لانني بقناعتي ان هذه النقاط الخمسة بالكامل تعبر عما كان يفكر فيه رابي يونان.

كانونا هو الموقد وفكرة الكتاب هي بالاساس موضوع  الصياغات (ܚܫܲܠ̈ܝܵܬܵܐ) أي الصياغة، مثل صياغة الذهب، وهي علميا وعمليا  ان تحرقة وثم تصنع منه ما تريد. كان تصنع صليبا او ثورمجنح أو أي شئ آخر تريد صناعته. ورابي يونان يشبه لغتنا بهذه الصياغات، لهذا ان كان عندك اصل الكلمة تستطيع ان تصيغ منها ما تريد.

في كتابه كانونا  نوهاري عل لشنا دارايا خاثا (كنونا - نوىذا عل لشنا دريا حدةا)  ماذا يقول :

ان الاكدية والسريانية الارامية هي ارث حقيقي ومولد للغتنا  المعاصرة وان الموروث السرياني هو الاساس في الاصل الاملائي للمفردة اليوم.

والشيء الاخر الاهم الذي عمل عليه عمليا، هو ان اللغة كائن حي ينمو ويتطور ولغتنا لا تشذ عن هذا المبدأ ولذلك معظم ما آلت اليه اللغة المحكية اليوم هو تطور طبيعي لا يمكن تجاهلة بل لابد من تصاريف واشتقاقات حديثة ومعاصرة.

معظم اشكالات اللغة المعاصرة تكمن في احرف العلة واشكالات الاحرف الحلقية وافرازات قواعد التليين. فكل كتاب رابي يونان اذا ما اطلعتم عليه يفسر ويسلط الضوء على المشاكل والاخطاء الناتجة من هذه الاشكاليات اساسا وبسبب حروف العلة والحروف الحلقية وقواعد التليين والتركيخ.

كتابان اصدرهما يونان باختصاص اللغة اولهما كانونا 1999 وكتاب اخر صدر عام 2013 من دار المشرق الثقافية  نوهدرا. عنوانه السريانية المعاصرة او لغة السورث حتى في استخدامه اللغة السريانية الاكدية الاشورية الاثورية الكلدانية او السورث، لم تكن لديه يوما هناك اية عقدة او اشكالية وخاصة وانه استخدم السورث.. فكل هذه التسميات للغة واحدة. والنسخة الثانية من الكتاب هي طبعة جديدة لكتابه السابق.

كل التفسيرات والتحليلات كانت مستندة الى هذه النقاط الخمسة، وهنا استخدم لغة السورث.

طريقة رابي يونان كانت تميل دائما الى التبسيط والسلاسة، ليس فقط في اللغة، كان بطبيعته سلسل بسيط ومتواضع ولكن ممتلئ، حتى في اللغة، هكذا لم يكن يقبل ان يكون هناك مشكلة في استخدام اللغة، يدرك تماما ان اللغة واسعة وهناك مرونة وبامكان الفرد استخدام ما يمكنه.

كمثال، كان له محاولة فنية في رسم الحرف وحاول ان يدمج الحروف الشرقية والغربية والاسطرنجيلي وكيف يمكن ان نستقي منها جميعها. وكان مبدأه نحو الاكثر بساطة والاكثر سهولة ويتلائم مع القضايا التقنية مع الكومبيوتر.

وكان له طريقة تبسيط كتابة الاحرف، اي استخدامها بطريقة سريعة وانه كان له رأي في انه يمكن للاحرف السريانية ان تكتب مثلما يوجد انواع الحروف الانكليزية الكبيرة والصغيرة والمزج.  واعطى رايه في اكثر من مكان.

وقد ضمن كتابه حتى مشكلة الكيبورد الانكليزي. فالواقع ان كل خط من خطوط الكومبيوتر في السرانية، فيه ازرار مختلفة لاستخدام الحركات كمثال،  وكان له رأي في كيفية معالجة هذه المشكلة.  وصمم كيبورد الاحرف الانكليزية ضمنه اقتراحا في هذا المجال.

احدى القضايا المهمة والجوهرية بالنسبة لي، ان تعامل رابي يونان مع اللغة مبني على التحليل، فليس هناك كلمة غير محللة، ليس عند يونان هوزايا وجود قوالب جامدة. ويؤسفني انني التقيت بالكثيرمن اللغويين يعتبرون اللغة وكانها شيء جامد. عند يونان المسالة كانت مبنية على التحليل، البحث عما هو اصل هذه الكلمة ؟ ولماذا تتغير بهذا الشكل وليس بالشكل الاخر؟  وخصوصا نلاحظه في موضوع اصوات الحروف، حيث فصل كثيرا في اصوات الحاء والخاء، متى وكيف تستخدم؟ وبين الجيم والكاف (ܓ̰  و ܟـ).

رغم وجود اختصاصيين في اللغة، نرى ان بينهم كثيرين ممن يتصورون بمجرد ان يسمعوا صوت الجيم  يفكرون انه بالاصل الكمل (ه) وبرسم القوس تحتها (ج) يعالج الموضوع. غير ان تاثيرات اللغات الاخرى ودخول صوت المستورد من تاثيرات الجيم الى لغتنا، فانه ليس بالضرورة ان يكون ذلك حرف الكمل(ه) فقط، فقد يكون اصلها الشين او الجيم اوالزين والكثير من حروفنا السريانية تأخذ مكانا حرف آخر، وهنا تكون مسألة تحليل وتشخيص العلة واقتراح العلاج المناسب، فيونان في اكثر كتاباته عن اللغة قد تطرق الى هذا الموضوع.

واحيانا عندما نسمع كلمة فيها حرف الجيم  نعتقد ان الكلمة غريبة او من لغة كردية او عربية ولكن تاصيلها سنرى بسهولة انها كلمة اصلية وموجودة في لغتنا. فكلمة (جىا - يتعب)  هي اصلية ومن (شىا) وهنا حرف (الشين) وصوته هو المقلوب (الى) الجيم وليس (الكمل، وهناك الكثير من اللهجات فيها كلمات مثل هذه .

وفي منطقتنا نهلة فان (مهدا) تعني الطريق، فاذا عرفنا لماذا تستخدم ويمكن تاصيلها فيمكن استخدامها ومشتقاتها بطريقة مقبولة. هذه كانت محاولات يونان هوزايا لانه عرف السبب قبطل العجب. وليس ان سمعنا شي نتصوره غريبا.

وهناك الكثير من الامثلة التي استخدمها مثل

بعا

يدع    التي تتحول الى (يطى ܝܲܛܹܐ )

مشاكل الروكاخا والتقسية،  فآرائه في ذلك انه كان يدعو الى معرفة السبب في  تليين وتقسية الحرف .. وعليه يمكن تبسيط المشكلة ويمكن ان نبسط  اللغة والتقريب ما بين الكوشما واللهجات المحكية.

مثال كلبا  ܟܠܒܐ.. كلوا ܟܠܒ݂ܐ  جلبا.. ܟ̰ܠܒܐ  لكن رسمها الحقيقي هو (كاب ܟ ،  لمث  ܠ،  باء  ܒ) ..

وهكذا عشرات الامثلة التي  ترد فيها احرف التقسية والتليين  (بهدكفة)

بيثا ܒܲܝܬܵܐ  ولكن العقراوي والمركاوي يسميها (بيسا)  والنهلة  يلفظونها (بيشا) واخرون  يبتلعون حرف التاء مثل البازيين (بيا)  والجلوانيين  (بيا)..

اراء رابي يونان اذا عرفنا ان اصل كلمة بيتا هي هذه الحروف فان اللفظ في اللغات المحكية يتغير لقضايا لغوية علمية طبيعية ومنطقية نتيجة تفاعل اللغات وهذه طبيعية في لغتنا العريقة.

حروف العلة لها دور كبير في سماع لفظات مختلفة، ونعتقد انها غريبة او تسبب الكثير من الارباك:  مثل  (بهرا ܒܗܪܐ)    (بيرا)  (بارا)..

(دهوا  ܕܗܒ݂ܐ)- (داوا)  : وهذا يسبب اشكاليات واذا عرفنا السبب تصبح واضحة وبسيطة.

امثلة : هناك في نهلة عائلة لقبها (صارونا).. وعند التدقيق فيها اتضحت انها تصغير لـ (سهرا).. اذن عرفنا مصدرها ويفترض ان تكون (سهرونا)

وهناك الكثير من الامثلة  في التفخيم و اكثر من كلمة  بنفس الحروف ولكن في اللفظ تعطي معاني مختلفة .

مثلا  (بارا) خروف، ويوجد ايضا (برا)  ريش (بارا)  التراب و(بارى ) النقود ، اربعة مفردات بنفس ثلاث حروف ولكن باربع الفاظ مختلفة وبالتالي معاني مختلفة.

(بورًا) المكان السهل الذي يعبر منه بسهولة،  (بورا)  اراض مقفرة وصحراء، (بورا) الفتاة غير المنتجة، كلمة واحدة باربع حروف بثلاث الفاظ مختلفة تعطي ثلاث معاني مختلفة، أي ان اختلاف اللفظ يسبب اشكاليات

 رابي يونان يقول لنفهم ماذا يحدث في اللغة وعندها نفهم المشكلة. ملاحظة: البحث قدمه المحاضربشكل محاضرة ارتجالية وعرض (Presentation) باللغة الام السريانية، ومنها تم ترجمته الى العربية لاغراض هذا الكتاب.